الموقف الأول
أوراقي المختفية
في بداياتي ومع قلة خبرتي وفي إحدى المرات أثناء تقديمي لختام فعالية في الجامعة وأثناء سير البرنامج بشكل طبيعي وتقديمي للشخص الذي قام بتقديمه كلمته وانتهى منها ونزل من على المسرح وبعدها من الطبيعي أن أصعد على المسرح مرة أخرى لتقديم الفقرة التالية، فإذا بي أكتشف أن أوراقي ليست موجودة على المنصة وأن الشخص السابق قد أخذ أوراقي معه وهو ينزل من على المسرح فما كان مني إلا أن أترجل بعض الكلمات لعله يستوعب أنه أخذ أوراقي معه لكن للأسف لم يكن هناك وقت كافي ولم تكن لدي كلمات ارتجالية أكثر وبخاصة وانني بحاجة لأوراقي لأن فيها أسم الشخص التالي وأحتاج لتقديمه والتعريق به ولم أحفظ مسماه الوظيفي الذي سأقدمه به، فحاولت هناك بشكل فكاهي أن أشير إلا أن الفعاليات من الممكن أن تكون بها أمور لم تكن بالحسبان وعلينا جميعاً أن نتكيف مع المتغيرات ومن الأمور التي يجب علينا تداركها هو أخذ المتحدثين لأوراقنا أثناء التقديم وتوريطنا من بعدهم ، وهنا أنتبه الشخص المعني بأنه أخذ أوراقي وهرع إلى المسرح وهو يضحك وسلمني الأوراق، وواصلنا الحفل.
االخلاصة:لمواقف كثيرة التي من الممكن أن تصادفك لأن الأهم هو القدرة على التصرف بشكل طبيعي وبعيداً عن التشنج، والنباهة في كيفية تحوير الموضوع بالشكل المتماشي مع مايحدث على على المسرح وبدون أن تربك الحضور والمنظمين وجميع الأطراف أصحاب العلاقة.
الموقف الثاني
عندما تتحول العين إلى حاء
في أحد الأيام وبعد فترة بسيطة من تخرجي من الجامعة ورد إلي اتصال من إحدى الزميلات تطلب مني أحل عوضاً عنها في تقديم افتتاحية النسخة الثانية من ( منتدى العمارة ) كونها مريضة ولا تستطيع أن تؤدي المهمة.. فما كان مني وإنقاذاً للموقف إلا أن قبلت بذلك على الرغم من أنها هاتفتني مساءً والفعالية في صباح اليوم التالي، لكنني وافقت على ذلك بشرط أن يقوم أحد من اللجنة المنظمة بكتابة نص العرافة عوضاً عني كوني لست على دراية بالفعالية وتفاصيلها وليس لدي وقت لأقوم بالكتابة.. وتم الأمر حسب ما هو مرتب له، وفوراً عدت للمنزل وبدأت بتجهيز ملابسي، وفي اليوم التالي وبسرعة قصوى ذهبت في عجالة للجامعة والتقيت بالزميلة التي قامت بكتابة نص العرافة عني – ذات أسلوب جميل جداً في الكتابة – واخذت منها الأوراق وحاولت الأستعداد والتجهيز لكنني لست معتاداً على قراءة نصوص يقوم الآخخرين بكتابتها لي فكان الموضوع متعباً ومقلقاً لي بعض الشيئ، لكنني حاولت واجتهدت في قراءة النص، إن الفعالية كانت برعاية إحدى الوزيرات وبحضور مجموعة من كبارة الشخصيات ومئات الطلبة والطالبات من الجامعة.. وكوني كنت قلقاً ومتعباً من الأساس وفي حالة عدم إرتياح من الوضع العام ..وفي وسط تقديمي وعوضاً عن أن أقول ( منتدى العمارة ) قلت ( منتدى الحمارة) - بغير قصد – وعيني مباشرة في عين معالي الوزيرة.. نعم قلتها وأنا متأكد مما قلت لكنني واصلت وكأن شيئاً لم يكن.. لكن يبدوا أن الجميع قد انتبه وحاولوا تمالك نفسهم لكنهم لم يستطيعوا وضجت القاعة بالضحك... وأنا الآن في موقف لا أحسد عليه.. فما كان مني إلا أن اقطع كلامي وابتسم واعتذر وأواصل الفعالية حتى لا تتحول إلى مأساة أخرى.
الخلاصة: إن مخارج حرفي العين والحاء متقاربة جداً وفي وضعي السابق لم أتمكن من إخراج الحرف من مكانه الصحيح فكاد مخرج الحرف أن يجعل تلك الفعالية آخر فعالية أقوم بتقديمها لكن ما أنقذ الموقف في حينها هو مواصلة الحفل وكأن شيئاً لم يكن لربما لم ينتبه أحد أو أنني لم اسمع ماقلت جيداً وفور تأكدي من أنني قلت شيئاً بطريق الخطأ تداركت الموقف واعتذرت وواصلت أيضاً في إشارة للحضور بأنه يجب أن نمضي في برنامج الحفل.. وما ساعد في انقاذ الموقف هو ردة فعل الحضور الذي حاول كبت ضحكاته بالإضافة إلى كبار الشخصيات ومنهم معالي الوزيرة .. وللعلم فإني بعد يومين وفي حفل الختام قد كررت الإعتذار على المسرح لجميع المعماريين.
الموقف الثالث
في حضرته
من الممكن اغتفار الزلات في أي فعالية ..لكن أن تكون هناك زلة في حفل برعاية وحضور أحد كبار الشخصيات فهذا أمر غير مسموح به، الأمر باختصار أنني في أول وقوف لي في حضرته وقد قمت بالاستعداد جيداً لهذا الحفل لدرجة انني قمت بحفظ النص كاملاً بما فيه أسماء المكرمين وقمت بعمل البروفات اللازمة، وقبل بدء الفعالية بثواني قليلة جاء مسؤول المراسم وقتها وأعلن راعي الحفل وعلى الفور استعد الحضور واصطفوا للسلام عليه وأنا ذهبت للتأكد من أوراقي على المنصة قبل اصطفافي للسلام عليه، لكن المفاجأة هي عدم وجود أوراقي في مكانها.. زادت دقات قلبي وبدأت أتوتر وأحاول أن أتذكر أين وضعتهم لكني لم أجد الإجابة فسألت أحد موظفي المراسم الذي كان بالقرب من المنصة عما إذا شاهد أوراقي أو أخذها معه فابتسم وقال لي: لا ، وظننت أنه يمزح معي مزاحاً من النوع الثقيل..تركت مكاني وذهبت أسأل أي شخص أمامي وفي هذه الأثناء دخل راعي الحفل المجلس وبدأ الحضور بالسلام عليه..وتداركاً للأمر فتحت جهازي المحمول حيث أنني محتفظ بنسخه غير معدله من النص في بريدي الإلكتروني حتى استعين بها في القراءة وذهب للإصطفاف للسلام وهنا شاهدت أحد الزملاء وبيده مجموعة أوراق وسألته لربما يكون قد أخذ أوراقي مع أوراقه وقال لي أن مابيده هي أوراقه لكنه فتش بينها والحمد لله وجدت أوراقي بين أروراقه ولا أعلم حتى اليوم كيف وصلت أوراقي لديه لكن ما أستطيع قوله هو انني شعرت براحة كبيرة عندما وجت أوراقي.
الخلاصة: في هذا الحفل كانت لدي ثلاث نسخ من نص العرافة تحسباً لأي طارئ ممكن أن يحدث، فكانت هناك نسخة في السيارة تركتها للإحتياط ونسختين في يدي وواحدة منهم أخذها مسؤول المراسم للمراجعة واحتفظ بها وبقيت لدي النسخة الثالثة، لكن مع ذلك الإحتياط وتوقع المستحيل حدث مالم يكن في الحسبان فالسيارة بعيدة جداً ولن أتمكن من الوصول لها ووقتها لم أفكر بأخذ النسخة الثانية من المراسم ولم أفكر في الحصول عليها وورقتي الثالثة في عداد المفقودين والتي بها التعديلات الأخيرة، والعبرة هنا أنه مهما حاولت أخذ احتياطاتك ووضعت مختلف السيناريوهات فإنه من المحتمل حدوث مالم يكن في الحسبان وأنه يجب عليك أن تتعامل مع المنصة على أنها منطقتك الخاصة وعرينك الذي من الممنوع اقتراب أحد منه ويجب عليك حمايته والمحافظة عليه.
Comments